المقاومة الشعبية توحد الفصائل الفلسطينية
قري الأراضي المصادرة بالضفة.. الوجه الجديد للمقاومة الشعبية
عبير محمد لُبد:
باب الشمس رواية تتجسد على أرض قرية
فلسطينية استلهمها النشطاء الفلسطينيين، ليلاً نصبوا خيام أحلامهم على الأرض منطقة
إي 1 الفاصلة بين مدينة القدس والضفة الغربية من الناحية الشرقية، علت آمالهم وسط
الخيام في تحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين ولو للحظات قصيرة، قرية باب الشمس هي
الوليدة البكر للنهج الجديد للمقاومة الشعبية الفلسطينية بالضفة الغربية، فمنذ عام
مضي انتهج نشطاء المقاومة الشعبية بالضفة الغربية نهجاً جديداً في التصدي للتآكل
والتمدد الاستيطاني الذي ينهش أراضي الضفة الغربية، فأخذت السبق في المواجهة
للمخططات الاستيطان الاسرائيلية من خلال إقامة قري على الأراضي المهددة بالمصادرة لتجسيد
السيطرة الفلسطينية عليها.
فقرية "باب الشمس" التي اختزلت
أحداث النكبة من تهجير للقري الفلسطينية في أراضي 1948م، لم تكن الوحيدة التي ولدت
حديثاً وتم وَأدُها بعد ساعات من ولادتها، فهناك قرية المناطير، وقرية أحفاد يونس،
وقرية باب الكرامة في بيت اكسا، وقرية كنعان جنوب الخليل، ولعل أخرها قريتي العودة
وعين حجلة في الأغوار الفلسطينية، فجميعها داهمتها قوات الاحتلال الاسرائيلي
وأخلتها بالقوة واعتقلت ساكنيها.
مكنت قري المقاومة الشعبية النشطاء من أخذ
زمام المبادرة في مواجهة الاستيطان في الضفة، بدلاً من التصدي لهجمات قوات
الاحتلال والمستوطنين، هذا ما أوضحه عبد الله أبو رحمة الناشط في المقاومة
الشعبية، منوهاً أن إقامة القري تُبقي الاحتلال في مواجهة دائمة وتستنزف قواه،
وبالتالي يتحول إلى احتلال مكلف يتكبد خسائر بشكل يومي، ومن ناحية أخري تفادياً
للخسائر البشرية والمادية على الصعيد الفلسطيني من خلال المسيرات والمواجهات مع
قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وفي الآونة الأخيرة تنامي الحراك الشعبي
الفلسطيني بأساليب متنوعة ومبتكرة في المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة الاحتلال
الاسرائيلي سواء عبر التظاهرات والمسيرات أو مقاطعة للمنتجات الاسرائيلية وغيرها،
ويأتي ذلك بعد حصول فلسطين على عضوية الدولة المراقبة في منظمة الأمم المتحدة،
الذي أجني بثماره على صعيد التضامن الدولي الواسع للقضية الفلسطينية في كافة
الأصعدة والجوانب.
وبين أبو رحمة أن نطاق التضامن الدولي مع
الفلسطينيين قد اتسع على الصعيد الرسمي والشعبي، قائلاً " العديد من الدبلوماسيين
والقناصل الأوروبيين زاروا القري ورفعوا تقارير عنها لحكوماتهم"، مبيناً أن
فكرة إقامة القري لاقت قبولاً من العديد من المتضامنين الأجانب، الذي دفعهم
للمشاركة في تلك القري، والتصدي لقوات الاحتلال.
وتحدث أبو رحمة عن الضجة الإعلامية
الدولية التي حازت بها قري المقاومة الشعبية عموماً وقريتي باب الشمس كونها
الوليدة الأولي، وقرية عين حجلة التي مازالت تتعرض لاعتداءات وممارسات قوات
الاحتلال الاسرائيلي حتي اللحظات الحالية.
قري المقاومة الشعبية وما حققته من صدي
دولي ومحلي، وحدت فصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف توجهاتها الفكرية، في دعم
هذه المبادرة كنهج في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ففصائل التيار الإسلامي التي
تتمسك بخيار المقاومة المسلحة دعمت تلك القري وأدانت الاقتحامات الاسرائيلية لها
والجرائم التي ترتكبها بحق النشطاء، في حين الحركات اليسارية التي تتبني خيار
المقاومة الشعبية، بدأت تتراجع في تبنيها لذلك على لسان قادات لأكبر فصائلها
متمثلةً بحركة فتح، خاصةً بعد فشل المفاوضات وتعند المفاوض الاسرائيلي في سلب
أراضي الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وأوضح أبو رحمة أن المقاومة الشعبية لا
تتناقض مع السياسيين في الدفاع عن الأراضي وحمايتها، وإنما تصب في نفس الإطار
وتأتي منسجمة مع مواقف السياسيين، الرافضة لاستيطان والحفاظ على الهوية الفلسطينية
في أراضي الضفة الغربية وحمايتها من المصادرة، لافتاً لعدم وجود تنسيق مع الجهات
السياسية لإقامة القري.
وأشار إلى المشاركة الشعبية لكافة ألوان
الطيف السياسي للفصائل الفلسطينية في القري ودعم صمودها أهلها، مبيناً أن مبادرة
إقامة القري بدأت بعشرات النشطاء والآن يدعمها الآلاف من النشطاء الفلسطينيين
والمتضامنين الأجانب من مختلف العالم.
يطمح النشطاء من إقامة القري توسيع دائرة
المقاومة الشعبية على صعيد المشاركة المحلية والتضامن العالمي من ناحية وعلى صعيد
الرقعة الجغرافية لتشمل كافة أرجاء فلسطين من ناحية آخري.
تعليقات
إرسال تعليق