هجمات المستوطنون في الضفة ... ما أشبه اليوم بالأمس
بقلم: عبير
لٌبَد.
في ظلمة الليل
والناس نيام، تتعالي أصوات وصرخات الأطفال والنساء الآمنين في منازلهم، مع تصاعد
ألسنة اللهب الناجمة من حرق منازل وممتلكات المواطنين الفلسطينيين في معظم قرى
الضفة الغربية، هو مشهد يقوده المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية ويتكرر
بوتيرة متزايدة مع بداية العام الجاري.
اللبن الغربية،
ترمسعيا، حوارة وغيرها من القرى الفلسطينية التي تعرضت لسلسلة من الهجمات
المستوطنيين خلال الأشهر الماضية بحماية من جنود الاحتلال الاسرائيلي، تأتي مثل
تلك الهجمات في ظل تصاعد الحزب اليميني في الحكومة الاسرائيلية، والمصادقة على
بناء المزيد من المستوطنات وتوسيع عملية الاستيطان بالضفة الغربية.
وبدت الاعتداءات
الأخيرة خلال الأيام القليلة الماضية أكثر إجراما وتنظيما، وأعاد حرق قرية حوارة الذاكرة
إلى الوراء في أحداث التهجير عام 1948، حيث اتبعت العصابات الاسرائيلية طرق ممنهجة
ومنظمة لتهجير وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. فالمتتبع للأحداث الجارية بالضفة
الغربية، يستنتج أن المستوطنيين يعملون وفق منهج ورؤية واضحة وبدعم من الحكومة
الاسرائيلية، اتخذ المستوظنون مبدأ فرض أمر واقع من خلال اقامة المزيد من
المستوطنات في الضفة الغربية، والعودة إلى المستوطنات التي تم إخلاؤها، والمنهج
الأخر هو العمليات الانتقامية أو كما تسميها اسرائيل "عمليات/ جرائم
قومية"، وذلك من خلال حرق المنازل والممتلكات الخاصة والاعتداء على
الفلسطينيين المدنيين؛ بهدف تهجيرهم وطردهم من أراضيهم.
وتنتوعت
الأساليب التي ينتهجها المستوطنون في الضفة الغربية ما بين حرق المنازل، وإتلاف
الممتلكات الخاصة أو سرقتها، حرق الدونمات الزراعية، واعتداءات وقتل المواطنين
الفلسطينيين، وترهيب الرعاة وعائلاتهم. وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق
الشؤون الإنسانية أن معدل الهجمات الشهرية للمستوطنين ضد الفلسطينيين خلال عام
2023، بلغت 95. وتشير البيانات، إلى أنه منذ بداية العام الجاري وحتى السادس
والعشرين من شهر حزيران، شارك مئات المستوطنين في حوالي 570 هجوماً مختلفاً،
وانتهى منها نحو 160 بإصابات جسدية، أدت إحداها لاستشهاد فلسطيني، ووقوع إصابات
فعلية مختلفة لا تشمل الصدمات والقلق.
وعلى صعيد أخر،
نددت الحكومات الغربية والممثلون الأممية عنف المستوطينين ضد الفلسطينيين في الضفة
الغربية، في تصريح لممثل الاتحاد الأوربي لدى فلسطين سفين كون فون بورجسدورف، وصف هجمات
المستوطنين الإسرائيليين على قرى فلسطينية في الضفة الغربية "اعتداء إرهابي".
في الوقت ذاته عبر أحد المسؤولي الأمن في اسرائيلي عن قلق اسرائيل من زيادة هجمات
المستوطينين في الضفة الغربية عن خروجها عن السيطرة.
وفي ظل ارتفاع
حدة ووتيرة الهجمات التي ينفذها المستوطينين في الضفة الغربية بحماية من جنود
الاحتلال ودعم من قبل الاحزاب اليمينية في اسرائيل، وعملية التوسيع الاستيطاني
وبناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية،
يطرح التساؤل عن المشهد او السيناريو للضفة الغربية في الأشهر القليلة
االقادمة.
تعليقات
إرسال تعليق